أخبار كليكسياسي

الأسابيع القادمة حافلة بالمُفاجآت.. كيف سيكون الردّ الإيراني على الغطرسة الإسرائيليّة؟

الأسابيع القادمة حافلة بالمُفاجآت.. كيف سيكون الردّ الإيراني على الغطرسة الإسرائيليّة؟

 

كثف الكيان الصهيوني عدوانه على سورية خلال الأعوام الأخيرة، لكن اللافت في العدوانين الأخيرين، أنهما وقعا خلال أقل من 24 ساعة.

في السياق، علق الصحفي “عبد الباري عطوان”، في صحيفة “رأي اليوم”، على اعتداءات العدو الإسرائيلي، مشيراً إلى أن العُدوانين اللّذين وقَعا يوميّ الخميس والجمعة على أهدافٍ في مُحيط دِمشق بالصّواريخ، ربّما يُشكّلان كسْرًا لهذه القاعدة، ومُؤشّرًا لتحوّلاتٍ قادمة في قواعد الاشتِباك بين محور المُقاومة وأذرعه من ناحيةٍ، والحِلف الإسرائيلي – الأمريكي في الجهة المُقابلة.

وأشار “عطوان”، إلى الرّد السياسي والإعلامي والدولي الإيرانيين على هذين العُدوانين الإسرائيليين، وطبيعته واختِلافه عن العُدوانات السّابقة طِوال السّنوات الخمس الماضية، حيث سرد الكاتب عدّة أسباب لتغير الردّ.

ولفت الكاتب، إلى أن هذه هي المرّة الأُولى التي يُعلن فيها الحرس الثوري الإيراني في بيانٍ رسميّ له بوقوع العُدوان، واستهداف مواقعٍ له، والاعتِراف باستِشهاد الجِنرال ميلاد حيدري أحد المُستشارين الكِبار للحرس في سورية، ونشْر صُورة له، إضافة إلى إبلاغ الأمم المتحدة في رسالةٍ رسميّة بهذا العُدوان والاحتِجاجِ عليه، والتّحذير من تِكراره، والتأكيد بأنّ هذا العُدوان لا يُمكن أن يَمُرّ دُون رد.

اقرأ أيضاً: استشهاد أحد مستشاري الحرس الثوري جراء العدوان الإسرائيلي.. طهران تتوعد بالردّ

ونقل الكاتب عن أحد السّياسيين اللّبنانيين المُقرّبين من إيران، ومحور المُقاومة، تأكيده بأن هذه الرّسالة إلى الأمم المتحدة، ونشر صُورة الشّهيد حيدري ربّما يكونان خطوتين تُمهّدان للرّد، واستهداف قيادات عسكريّة إسرائيليّة.

وأشار “عطوان”، في سياق حديثه عن تغير الموازين على الأرض، إلى الاشتباكات المُتبادلة على الحُدود السوريّة – العِراقيّة قبل أُسبوعين، بين القوّات الأمريكيّة وفصائل عِراقيّة مُسلّحة مدعومة إيرانيًّا حيث استهدف قصفًا صاروخيًّا لهذه الفصائل على قاعدةٍ عسكريّة أمريكيّة جنوب مدينة الحسكة شرق الفُرات، أدّى إلى مقتلِ مُتعاقدٍ أمريكيّ، وإصابة 12 عسكريًّا.

وأضاف: يبدو أن التوجّه الإيراني الجديد هو الرّد على أيّ عُدوان إسرائيلي على أهدافٍ إيرانيّة في سورية بقصفِ القواعد الأمريكيّة، سواءً في قاعدة التنف على مُثلّث الحُدود العِراقيّة الأردنيّة السوريّة، أو قواعد حقل العمر شرق الفُرات حيث آبار النفط والغاز السوريّة المُحتلّة أمريكيًّا، وما يُشجّع إيران وحُلفائها للمُضيّ قُدُمًا في هذا النّهج أن الرّد الأمريكيّ جاءَ محدودًا وليس مُوسّعًا.

وقال: الاستراتيجيّة الإيرانيّة السوريّة الجديدة، والمدعومة رُوسيًّا فيما يبدو، تتلخّص في توسيع حرب الاستِنزاف ضدّ الوجود العسكريّ الأمريكيّ في سورية “900 جندي”، من خِلال التحرّش العسكري المُتدرّج، لإجبار الحُكومة الأمريكيّة على سحبِ قوّاتها، وتفكيك قواعدها، تقليصًا للخسائر البشريّة والماديّة.

وأضاف الكاتب: إيران، وعبر حُلفائها في العِراق، هي التي لعبت دورًا كبيرًا في الضّغط لوقفِ ضخّ نفط كُردستان إلى تركيا، ومنها إلى دولة الاحتِلال الإسرائيلي، ومن المُفارقة أن جُزءًا من هذا النفط مسروقٌ من آبار النفط السوريّة شرق دير الزور، وهي أيضًا، أيّ إيران، التي طلبت من تركيا الالتِزام بقرارِ التّحكيم، ووقف مُرور النفط عبر أراضيها بحُكم العلاقة الحاليّة الجيّدة بين البلدين.

وأكد الكاتب أن الأسابيع القليلة القادمة، وعلى الجبهات المُتعدّدة، السوريّة والعِراقيّة والإيرانيّة وربّما التركيّة أيضًا، قد تكون حافلة بالمُفاجآت في ظِل التوتّر الحالي المُتصاعد، ومثلما جاء الرّد الإيراني بالإنابة على العُدوانات الإسرائيليّة بقصفِ القواعد العسكريّة الأمريكيّة في البوكمال وشرق الفُرات بالصّواريخ والمُسيّرات، وقبلها على أهدافٍ إسرائيليّةٍ في كُردستان العِراق، من غير المُستَبعد أن نصحو في إحدى الأيّام على ردودٍ انتقاميّة ثأريّة على أهدافٍ إسرائيليّة داخِل فِلسطين المُحتلّة أو خارجها.

وختم “عطوان” بالقول: هذه الغطرسة الإسرائيليّة الاستعراضيّة لم تُضعِف سورية بشَكلٍ مُؤثّر، ولم تُؤثّر بشَكلٍ سلبيّ فاعلٍ كبير على وجود المُستشارين العسكريين الإيرانيين في أراضيها، رغم تسليمنا بأنّها عُدواناتٌ مُهينة، ومن الخطأ أن تمر بدون ردود قويّة وفي العُمُق الإسرائيلي، ولكنّنا نفهم ونتفهّم سياسة النّفس الطّويل، وكظم الغيظ، واختيار التوقيت المُناسب، فحتّى أمريكا وإسرائيل، باتا تستخدمان المقولة السوريّة والإيرانيّة نفسها، أيّ الرّد في الزّمان والمكان المُناسبين في الأيّام الاخيرة، وخاصَّةً بعد تسلّل أحد مُقاتلي كتيبة “الرضوان” التابعة لحزب الله على الأرجح إلى الجليل المُحتل حاملًا حقيبةً مليئةً بالمُتفجّرات ومُزنّرًا بحزامٍ ناسف.. والأيّام بيننا.

يذكر أن العدو الإسرائيلي نفّذ عدوانين متتالين على سورية، الأول يوم الخميس 30 آذار، استهدف بالصواريخ نقاطاً في محيط مدينة دمشق، وتسبب بإصابة عسكريين ووقوع أضرار مادية.

أما العدوان الثاني في اليوم الذي تلاه، فجر الجمعة 31 آذار، والذي استهدف أحد المواقع في ريف دمشق، أدى إلى استشهاد “ميلاد حيدري”، أحد مستشاري وضباط الحرس الثوري في سورية، إضافة لوقوع خسائر مادية.

كليك نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى