مقالات

استقالات بالجملة.. بدل مواصلات أم بدل خدمة؟

استقالات بالجملة.. بدل مواصلات أم بدل خدمة؟

 

روايات انتقلت بين دوائر عدة كانت بمثابة إنذار خطير لمستقبل البلاد بما يحويه من ترهل وتراجع في قطاعات العمل كافة، والتي ترجمتها سلوكيات عدة ومنها لجوء الكثير من الموظفين لتقديم طلبات استقالة أو إجازات بلا راتب بعض الأحيان.

استقالات بالجملة.. بدل مواصلات أم بدل خدمة؟
استقالات بالجملة.. بدل مواصلات أم بدل خدمة؟

دخل مهدود

كما يرجع الكثير أسباب هذا التوجه لدى فئة لم تعد قليلة إلى صعوبة التوفيق بين متطلبات الحياة ومحدودية الدخل الذي لم يعد يحقق أبسط احتياجات الأسرة بما فيها النقل، كما باتت هشاشة الصمود أمام صعوبات الحياة اليومية مربكة وجلية للجميع، ولا يمكن لأحد إغفالها أو التغاضي عنها، وما بين صعوبة الحصول على امتيازات تدفع بعجلة الموظف للأمام، نجد أن ما تسير إليه الأمور أبعد بكثير من التحسن المأمول.

وإذا ما استذكرنا قليلاً حياة موظف قبل عشر سنوات مضت، سنجد حتماً بأن ما آلت إليه الأمور بعد الكثير من التبدلات المحلية والعالمية ما هو إلا انعكاس لتعاسة مواطن يمضي يومه في السعي وراء بضع أوراق من النقود لا تكفي قوت يومه وسط التضخم الكبير وفروقات التسعير اليومية، التي باتت تنافس الراتب فيما كان قابلاً للصمود، والذي بات أشبه بحال صاحبه أيضاً.

استقالات بالجملة.. بدل مواصلات أم بدل خدمة؟
استقالات بالجملة.. بدل مواصلات أم بدل خدمة؟

تقاعد مبكر

كما شكلت حلقة القطاع الخاص عامل جذب للبعض، فيما لو كانت بشروط أفضل، وهناك ما يدعو للمغامرة للموظف، فالبقاء لحين الحصول على حكم التقاعد الذي لم يزل يشكل هاجساً ومخاوفاً من الوصول إليه، باعتباره محطة الرضوخ للواقع وتقبله على حالة، لم يعد يستهوي الكثير، وما وصلت إليه قناعات البعض إثر تجارب الأسبقين ما هي إلا وسيلة للخروج بأقل الخسائر، والانسحاب مبكراً والالتفات لما فيه مصلحة ومردود أكبر، وهو ما يظهره انصراف العديد من الموظفين لتقديم أوراقهم إثر بلوغهم الـ 25 عاماً من الخدمة الوظيفية.

استقالات بالجملة.. بدل مواصلات أم بدل خدمة؟
استقالات بالجملة.. بدل مواصلات أم بدل خدمة؟

روتين قاتل

ويفسر البعض ممن عايشوا مراحل العمل الوظيفي وبكل تفاصيله التي وصلت حد الملل منه، بأن ما يتم العمل به لدى هذه الفئات هو عين الصواب، لا بل الخيار الأفضل حالياً، فما تحويه مقاعد الجامعات من طلبة قيد التحضير وفق اختصاصات عدة، مصيرها البحث عن عمل، وهنا تكمن أهمية استثمار هذه الطاقات في مكانها المناسب، والتي تعد بمثابة تعويضاً للنقص من أعداد المتقاعدين والمستقيلين أيضاً.

وفي النظر لما وصلت إليه ظروف موظفي الاتصالات في السويداء الذين بلغ عددهم قرابة 400 موظف العام الفائت، ممن فضلوا الخروج عن تحمل مشقة العمل وظروفه الصعبة، نجد بأن الأمر بات واقعاً ملموساً وبكثرة.

فالاتجاه الجماعي نحو سلوك معين لا يفسره سوى الوصول لنتيجة وتساؤلات مفادها ” بدل مواصلات أم بدل خدمة؟”

بارعة جمعة – كليك نيوز

اقرأ أيضاً:  الفن ولعبة الحظ.. استثمار للنجومية وحصاد للأموال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى