مجتمعمحلي

احتفالات مع وقف التنفيذ.. أعياد بنكهة الفقر والغلاء

احتفالات مع وقف التنفيذ.. أعياد بنكهة الفقر والغلاء

 

أضواء ملونة ورموز تعبيرية هي عنوان الفترة الزمنية التي تتماشى مع اقتراب أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، إلا أن ما تعيشه شوارع دمشق اليوم لا يعبر عن هاتين الفرحتين اللتين باتت كل منهما عبئاً على كاهل المواطن، فيما لاتزال التوقعات بتحسن الحركة في الأيام القليلة القادمة، التي لابد وأن تظهر لدى أحياء عرفت بتمسكها بهذه الطقوس السنوية.

فرحة منقوصة

لطالما كان انتظار قدوم الأعياد بمثابة اللحظة الممتعة للكبير والصغير، لكنها تحولت اليوم بفعل الظروف المعيشية الصعبة لنوع من الحرمان وسط صعوبة تحصيل متطلبات هذه الأعياد، التي غدت أشبه بحلم لكل شخص باقتنائها ابتداء باللباس وانتهاء بالطعام والهدايا.

وما تشهده أسواق دمشق من تفاوت ملحوظ في عرض مستلزمات الأعياد، جعلت من الاقبال على الأسواق يحتاج لحسابات كثيرة، وفق “أريج سلوم” التي أوضحت أنها وكثيرين ترددوا هذا العام في شراء أي من أنواع الزينة لزوم تزيين شجرة الميلاد والمنزل، وهذه الأسعار دفعتهم لصنع الشجرة يدوياً أو إعادة تدوير الزينة التي تم شراؤها العام الفائت.

وفي سبيل التخفيف من حمولة وضغط النفقات لدى البعض، وجدت “سالي الخوري” أن عدم اقتناء زينة جديدة والتمتع بما لديهم من وسائل تسلية، هو الأفضل بالنسبة لها ولعائلتها، لجهة توفير هذه المدفوعات واستخدامها في شراء حلويات الاحتفال.

احتفالات مع وقف التنفيذ

أزمة مستمرة

ولأن ما تتطلبه كلف هذه الاحتفالات يفوق شراء مستلزماتها، لاتزال الكهرباء تشكل هاجساً كبيراً لدى الغالبية، لاعتماد الأجواء عامة على الضوء الذي بات حلماً لدى الأسر كافة، والذي بدوره أرخى بظلاله الثقيلة على “ماريا جرجس” التي غلب على حديثها الكثير من التشاؤم وسط غياب الكهرباء عن منطقتها قرابة الـ 10 ساعات يومياً، متسائلة.. “ما الذي ينبغي فعله بمثل هذه الأيام سوى انتظار الكهرباء؟! لم يعد لنا من الأعياء سوى الاسم أمام صعوبة تأمين أجوائها المبهجة. “

وتضيف: “اكتفيت بشراء هدايا للأولاد، أما عن الزينة فليست من الأولويات مقارنة بتأمين الطعام والأدوية للأولاد”.

وفي نظرة أخرى لما آلت إليه الارتفاعات الأخيرة في الأسعار، لايزال اقتناء شجرة وتزيينها بمثابة الأولويات لدى الكثير برأي “بسام طعمة” صاحب محل هدايا، عدا عن ضرورة مواكبة السوق ومتطلباته الذي يفرض وجودها ضمن الواجهات، إلا أنه بالإمكان اختصار الأمر ببعض الأشجار صغيرة الحجم كالسرو، التي من الممكن أن تشكل حالة جذب للزبون لشرائها وتزيينها.

“ولكن، ما كانت تعيشه أسواق دمشق سابقاً لا يشبه ما يحصل اليوم، كما أن حالة المنافسة باقتناء الأفضل انتهت مع تشابه أحوال الناس” برأي طعمة، فيما لايزال التجول والنظر من بعيد سيد الموقف.

احتفالات مع وقف التنفيذ

بازارات العيد

وكما هو معروف لكل مناسبة أجواؤها ومستثمروها ممن باتوا أقرب لمصطلح المنتفعين منها، ممن لجؤوا لاستقطاب الناس ببعض النشاطات التجارية المترافقة مع حملات تسويقية تشجيعية عرفت بالبازارات والمهرجانات، فما تعيشه الأسواق الخيرية في ظل هاتين المناسبتين بات أشبه بالفسحة لا أكثر، وسط ارتفاع جنوني بأسعار المواد المعروضة بأضعاف عما يتم بيعه خارجها، إلا أن البعض يجد فيها فرصة لعرض بضائعهم وأعمالهم اليدوية المترافقة مع مجسمات تتماشى مع أجواء العيد، والتي ظهرت واضحة في أعمال السيدة “مريم دوبا” ضمن باقة من العروض المميزة لأشكال جديدة تمثلت بأشكال لـ “بابا نويل” وعلب الزينة والضيافة، إضافة لبعض المستحضرات الطبيعية من صلب الأعشاب البرية.

وفي مقارنة بسيطة بين ما يتم عرضه داخل هذه البازارات، وجدت بعض السيدات في ما يتم عرضه من بضائع مناسبة للجميع، فيما لا تزال أخريات ينتظرن الفرصة الأقوى للخروج بأقل التكاليف ضمن هذين العيدين.

وحتى اليوم لاتزال دمشق تعيش أجواء الأعياد والمناسبة تحت نير الغلاء الفاحش وصعوبة الحصول على مقتنيات المناسبات التي باتت أشبه بكابوس يحمل معه حسابات كبيرة خارج قدرة المواطن العادي.

بارعة جمعة – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: ضعف الأجور يدفع قرابة مليون عامل لترك وظائفهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى