مقالات

ابن آوى يتربص.. فلنلقم البنادق

ابن آوى يتربص.. فلنلقم البنادق

 

عندما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان في حال شنت الصين عدواناً عليها ردت عليه بكين بأنه “عندما يأتي ابن آوى نستقبله بالبندقية” مهددة بأن واشنطن ستدفع ثمناً “لا يطاق” لموقفها من تايوان، فكيف سنرد نحن على الثعلب التركي الذي يتحدث بكل وقاحة عن نيته إقامة منطقة يصفها بأنها “آمنة” في شمال البلاد؟

ابن آوى يتربص.. فلنلقم البنادق
ابن آوى يتربص.. فلنلقم البنادق

الرد الصيني على التحركات والتصريحات الأمريكية وإن كان مازال في طور التصريحات إلا أنه قد يتطور في أي لحظة ليصبح رداً بالرصاص والصواريخ، خصوصاً أن الولايات المتحدة تعودت ألا تتوقف عن التحريض والتحرش قبل أن تشعل فتيل الحرب وتستثمرها كما يجري اليوم في أوكرانيا وسورية وليبيا واليمن.

قبل أيام أعلن رئيس النظام التركي نيته وتحضيره لإنشاء ما اسماه “منطقة أمنة” بحجة إعادة توطين نحو مليون لاجئ سوري من تركيا في تلك المناطق بعد أن قام الجيش التركي بالتعاون مع التنظيمات الإرهابية بطرد سكانها الأصليين وإحلال الإرهابيين وعائلاتهم مكانهم في عملية تطهير عرقي وتغيير ديمغرافي تشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي.

ابن آوى يتربص.. فلنلقم البنادق
ابن آوى يتربص.. فلنلقم البنادق

إعلان أردوغان وإن كان ليس جديداً فهو طرح الفكرة مع بداية الحرب الإرهابية ضد سورية وفشل في تحويلها إلى واقع، لكن مجرم الحرب يحاول اليوم استغلال المتغيرات الدولية لمطالبة حلف الناتو مجدداً بدعمه لإنشاء “المنطقة الآمنة” بحجج واهية تكشفها نواياه الخبيثة وابتزازه المفضوح لمقايضة موافقة تركيا المشروطة على انضمام فنلندا والسويد للحلف مقابل إنشاء هذه المنطقة.

نعلم جيداً أن رأس النظام التركي الإخواني بارع وماكر في المبازرة في الملفات الدولية فهو لم يتورع عن ابتزاز أوروبا بمسألة إغراقها باللاجئين السوريين وقبض من الإتحاد الأوروبي مليارات الدولارات في عملية الابتزاز هذه، فكل شي عنده قابل للبيع مقابل تحقيق أوهامه السلطوية العثمانية.

لكنه لن ينجح في عملية الابتزاز الجديدة، فالكل يعلم أنه ورغم نجاحه بالتواطؤ مع الأمريكي ومع التنظيمات الإرهابية في احتلال مناطق حدودية عام 2018، لكنه فشل في تحقيق أوهامه في مدينة حلب على مدى سنوات وانهارت أحلامه عندما انكسرت مجاميعه الإرهابية على أعتاب المدينة، وانتصرت حلب على مخططه بصمود أهلها وتحديهم وببطولات الجيش العربي السوري.

ابن آوى يتربص.. فلنلقم البنادق
ابن آوى يتربص.. فلنلقم البنادق

المتغيرات الدولية التي يراهن عليها النظام التركي سواء انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا أم مطالب فنلندا والسويد الانضمام للناتو، لن تكون بوابة لتحقيق أطماع أردوغان فالجيش العربي السوري الذي واجه الجيش التركي في مناطق عدة من ريف إدلب وريف حلب عام 2019 وجعله يسحب قواته ونقاطه الإحتلالية من مناطق عده قادر على مواجهة الإطماع التركية ولجمها.

لكن المطلوب اليوم من القوى المسيطرة في المناطق الحدودية وخصوصاً مليشيا “قسد” التي تدعي مواجهة النظام التركي العودة إلى رشدها والتنسيق والتعاون مع الجيش العربي السوري لوقف التمدد التركي ولحماية أبناء تلك المناطق من همجية أردوغان وجيشه وعملائه الإرهابيين، فهي تعلم أنه لا بقاء لها بدون حماية الدولة السورية وأن التعويل على الدعم الأمريكي مجرد وهم ظهرت نتائجه الكارثية في رأس العين وعفرين عندما باعتهم واشنطن للنظام التركي.

ابن آوى يتربص.. فلنلقم البنادق
ابن آوى يتربص.. فلنلقم البنادق

وكل من يتخلف عن التنسيق والتعاون مع جيش الوطن في مواجهة الاحتلال التركي وأطماع أردوغان هو متورط في مخططه الإجرامي وإن كان يدعي غير ذلك، فتجربة عفرين ورفض القوى الموجودة فيها عام 2018 التنسيق والتعاون مع الجيش العربي السوري أوقعها فريسة سهلة أمام إرهابيي أردوغان وجيشه بينما من حمى عين العرب هو دخول الجيش العربي السوري إليها للدفاع عنها وعن أهلها وقد تحقق ذلك.

نعتقد أن على دول المنطقة من إيران إلى اليونان وقبرص وخصوصاً سورية والعراق أن يلقموا البنادق لمواجهة ابن آوى منطقتنا (النظام التركي) ودون ذلك سيواصل محاولاته واعتداءاته ضد جيرانه كما فعل في قبرص وكما يفعل اليوم في سورية والعراق ومع اليونان، فابن آوى هذا يتميز بالمكر وربما لا يردعه رؤية البندقية بل رصاصة في الرأس.

لقد ابتليت سورية بقطعان من أبناء آوى.. فالتركي من الشمال والإسرائيلي من الجنوب والأمريكي في الشرق، ولكن رغم ذلك استطاعت بنادق الجيش العربي السوري حماية الأرض السورية ودحرت مخططاتهم بتفكيك الدولة وتدميرها وفرض إرادتهم عليها، وستواصل مواجه التحركات والمخططات الجديدة وهي قادرة على ذلك رغم كل السواد الذي يلف المنطقة.. فالكلمة الفصل للشعب صاحب الأرض ولجيشه الذي يحميه.

عبد الرحيم أحمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى