مجتمعمحلي

أحلام مؤجلة.. ماهي أمنيات السوريين للعام الجديد؟

أحلام مؤجلة.. ماهي أمنيات السوريين للعام الجديد؟

 

“ما زلت أبحث عنها، وأعدو خلفها من لحظة لأخرى، ومن شهر لآخر، ومن عام لعام، لعلني أمسك بها أو أدرك بعضها”، لسان حال الشابة “فرح محمد” في حديثها عن أمنية العام الجديد، التي لم يكتب لها النجاح منذ الأعوام الفائتة، ربما ليست من الأمور اليسيرة في بلد عانى ويلات الحرب والقلة في الفرص التي لازالت بانتظارها، فالخروج من المنزل والبحث مطولاً عن عمل لم يعد بالأمر السهل، ويحتاج حسابات كبيرة بما فيها المواصلات التي لم تعد بمتناول اليد، بل رحلة شاقة تحمل في طياتها قصصاً ومآسي وصوراً من التعب اليومي لأصحابها.

حال “فرح” كحال كافة الشباب السوري، ممن خرج من دائرة التعب الدراسي، لدائرة أكثر اتساعاً في مفهوم السعي والانتظار، ولكن إلى متى؟؟

أمنيات شابة

للوهلة الأولى تبسمت “عبير عبود” عندما سألتها عن أمنياتها للعام القادم، فردت بسؤال آخر.. ماذا نتمنى؟! كل ما نريده ألا تكون السنة الجديدة أسوأ من السنوات التي عشناها، فلا أماني ولا تطلعات دون كهرباء، العصب الأول لحياتنا التي باتت أشبه بالظلمة”، على حد تعبيرها.

سؤال يطرحه “معاذ محمود” الطالب في كلية الطب، المستمر بأداء واجباته الدراسية المكلفة للغاية، على أمل الخروج من هذه المرحلة بلقب طبيب، لعله يجد في هذه التسمية منفذاً لحياة أفضل، تداوي جراح المكلومين، وتهب الأمل لليائسين، فيما لازالت صيحات أصدقائه المغتربين تضج بمسامعه بدعوات الالتحاق بهم هرباً من كابوس تأمين متطلبات عمله وسط العجز الكبير الذي يعانيه هو وأسرته.

وفي إجابة أخرى، نطقت بها الشابة “ميساء سلوم”، ابنة الـ 20 عاماً، التي لم تعد تحمل الكثير من الأمنيات من الأعوام الماضية، واصفة حال جيلها قائلةً: “لم يعد لنا من الأمل سوى رؤية عائلاتنا بخير، نحن جيل الحرب والمآسي نعاني الحرمان من أبسط الأشياء، وما نأمله اليوم الراحة والوصول لأبسط حقوقنا بالحياة والعيش الكريم، فهل باتت مستحيلة!! “.

أحلام ملونة

أمنيات افترشت ألوان الطفولة الضائعة، حملتها الطفلة “رؤى ياسين” التي لم تتخلَّ عنها رغم صعوبة تحقيقها، فالحصول على غرفة بألوان الربيع، وألعاب منوعة لايزال هاجسها المستمر، والذي بات أكثر رعباً لوالدتها التي شكت صعوبة تأمين أبسط متطلبات الأولاد من الطعام والدفء.

فيما يسعى أطفال آخرون للحصول على هدية العام الجديد، آملين العودة إلى احتفالات السنين الماضية، والتي لم تعد سهلة المنال بكل تفاصيلها، وسط غلاء مستلزمات الاحتفالات من طعام وحلويات.

أحلام المستقبل

وعلى وقع الظروف المأساوية التي يودع فيها السوريون كل عام، تبدو أحلام المهندسة المعمارية “سارة العلي” أكثر قرباً للواقع، بالتخرج وتحسين أوضاع عائلتها، والقيام بأعمال تعود بالنفع على الأسرة، مؤكدة بأن ذلك لا يمكن تحقيقه إلا بالدراسة التي تتيح فرصة عمل جيدة لها مستقبلاً.

أما “رائد علي” ابن الـ 15 عاماً، وبالرغم من اعترافه بعدم حبه للدراسة، إلا أنه يسعى لإدخال البهجة لقلب والدته بعد غيابه عنها لأشهر طويلة، واصفاً نجاحه بالشهادة الاعدادية بالإنجاز له ولعائلته.

وفي نبرة متعبة ووجوه شاحبة وأيدٍ مرتجفة، تبقى آمال المسنين معلقة بين السماء والأرض، بدعوات الفرج والترجي بانكشاف الأمور وتحويلها للأفضل، لعل العام القادم يحمل معه انفراجات في حياة السوريين، ببضع أحلام عن تأمين قوت يومهم، وضمان حصولهم على مخصصات التدفئة، وتحسين أوضاع الخدمات عامة، التي لاتزال تحت المستوى المأمول منها حتى اليوم.

بارعة جمعة – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: التحرش الإلكتروني.. أشكاله وطرق الوقاية منه وعقوباته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى