“أحرار الشام” تتبرأ من 6 قيادات في “الصف الأول”
“أحرار الشام” تتبرأ من 6 قيادات في “الصف الأول”
أصدرت ما تسمى “حركة أحرار الشام”، النشطة شمال سورية، يوم الثلاثاء، بياناً أعلنت من خلاله التبرؤ من 6 “قادة” كانوا سابقاً ضمن “الحركة”، بعضهم من مؤسسيها والآخرون تولوا قيادتها خلال السنوات الماضية.
ممن تبرأت؟
وتضمن البيان التبرؤ من “جابر علي باشا، وعلي العمر (أبو عمار)، ومهند المصري (أبو يحيى)، ومحمد ربيع الصفدي (أبو موسى كناكري)، وأبو حيدرة الرقة، وخالد أبو أنس (أبو أنس سراقب)”.
وأكدت “الحركة” في بيانها أن المذكورين ليس لهم أي توصيف وظيفي في “الحركة”، ولا تربطهم أيُّ صلةٍ تنظيمية بها، كما أن مواقفهم تعبر عن آرائهم الشخصية ولا تعبر عن الموقف الرسمي لـ “الحركة.”
مناسبة البيان
يرى متابعون أن توقيت إصدار البيان جاء استباقاً لبيان كان المعزولون ينوون نشره، لإعلان خروجهم من “أحرار الشام” بسبب “انحراف مسارها” و “تحوُّلها إلى أداة بيد هيئة تحرير الشام وزعيمها أبو محمد الجولاني، خاصة بعد تسهيل دخوله إلى عفرين قبل أسابيع”، بحسب تغريدة لـ “علي العمر”.
وكتب “علي العمر” على حسابه “كنت قد صغت بياناً أُعلن فيه تركي حركة أحرار الشام -بشكلها الحالي- بعد أن ارتضت (قيادتها الانقلابية الحالية) أن تكون أداة بيد البغاة، وبعد أن قفزت على كل الأسس التي بُنيت عليها الحركة، وخالفت الشرع جهاراً في أكثر من موطن، وسأنشر البيان في القريب العاجل إن شاء الله تعالى”.
رد من داخل الحركة
وجاءت التغريدة بعد بيان داخلي نشره القائد الحالي لـ “الحركة” “عامر الشيخ”، وجه فيه عدة اتهامات إلى “القادة” الستة، كإدخال “الحركة” في صراعات خاسرة أسفرت عن تقليص نفوذها وتأثيرها، في إشارة إلى الهجمات التي تعرضت لها من “هيئة تحرير الشام” قبل خمس سنوات.
كما اتهم “الشيخ” “القادة” بشن حملات تشويه وتحريض داخلياً وخارجياً بهدف “زعزعة الحركة والتشويش عليها ودفعها نحو تكرار التجارب الفاشلة، والترتيب مراراً لشق صف الجماعة وخروج مجاميع منها إلى الجبهة الشامية”، معتبراً أن أولئك “القادة” “لم يستسغ لهم أن يروا دفة قيادة الحركة ثابتة نحو أهدافها المحددة”.
وبحسب البيان، فإن “الشيخ” اتهم القادة أيضاً بمساندة “الفيلق الثالث” خلال المعارك التي دارت قبل أشهر مع القطاع الشرقي في الحركة في مدينة الباب شرق حلب، وكذلك بدفع مجموعات إلى تعليق عملها داخل “أحرار الشام” والانفصال عنها.
خلفية التوتر
وكان الأشخاص الذين تبرأت “أحرار الشام” منهم، تولوا “قيادة الحركة”، بعد الانقلاب على قائدها السابق “جابر علي باشا”، وتفكيك “مجلس الشورى” عام 2020، ودار الحديث حينها أن اندماجاً محتملاً شبه كامل منتصف العام نفسه، سيتم بين “الجبهة الشامية” (الفيلق الثالث حالياً) و”حركة أحرار الشام” بقيادة جابر علي باشا.
حيث كان استفزت هذه الأنباء “هيئة تحرير الشام” خشية أن يتشكل في المنطقة كيان فصائلي منافس لمشروع “الجولاني”، كون الفصيلين هما الأكثر قدماً وخبرة وانتشاراً وعدة وعدداً في “الجيش الوطني” و”الجبهة الوطنية للتحرير”، وهو ما دفع لتسريع عملية الانقلاب بتوجيه تام من جانب “حسن صوفان”.
التيارات الحاكمة
تنقسم “أحرار الشام” إلى تيارين، الأول مؤلف من القيادة القديمة التي ترفض أي تعامل مع “هيئة تحرير الشام” بسبب اعتداءاتها السابقة على “الحركة” والتي أدت إلى إضعافها والقضاء شبه الكامل عليها.
والتيار الثاني، يضم القيادة الحالية لـ “الحركة” بزعامة “عامر الشيخ” “أبو عبيدة” ونائبه “أحمد دالاتي” “أبو محمد الشامي”، ومن خلفهما “القائد” السابق لـ “أحرار الشام” “حسن صوفان”، الذي لا يمانع من العمل تحت مظلة “تحرير الشام” مقابل بعض المكاسب المادية والمناصب الشرفية.
وشهدت “حركة أحرار الشام” خلال الفترة الماضية تصدُّعات كبيرة، وانشقاق القوة الضاربة فيها بسبب ارتباطها بـ “هيئة تحرير الشام” منذ تولي “الشيخ” دفة “القيادة” قبل نحو عامين بدعم من “تحرير الشام”.
يشار إلى أن التوترات وحالة الانفلات الأمني في مناطق سيطرة الجماعات المسلحة هي الحاكمة على غالبية تلك المناطق مع اختلاف مسميات الفصائل فيها، حيث كانت منطقة التنف شهدت أيضاً توترات على خلفية عزل قائد ما يسمى “جيش مغاير الثورة” وتعيين “فريد القاسم” بدلاً عنه بأوامر أمريكية بريطانية.
اقرأ أيضاً: “تحرير الشام” تدخل المواجهة وتخلط الأوراق.. آخر تطورات الشمال السوري