اقتصاد

أجور متقاربة وقوانين رادعة والراتب “مكانك راوح”

أجور متقاربة وقوانين رادعة والراتب “مكانك راوح”

 

تتزايد الاحتياجات وتتضاعف الأسعار إلا أن الراتب يحافظ على ثباته، دون النظر من قبل أصحاب الشأن باتساع الفجوة بين الدخل ومعدل التضخم الحاصل في كافة السلع المستهلكة منها والمعمرة.

شكاوى كثيرة تتردد على ألسنة العمال من مختلف الدرجات والفئات، بالرغم من المراسيم والتشريعات الصادرة التي شملت كافة القطاعات سواءً في المِنَح أو الزيادات.

أجور متقاربة وقوانين رادعة والراتب "مكانك راوح"
أجور متقاربة وقوانين رادعة والراتب “مكانك راوح”

حظ أوفر

 

ولأن الحصول على عمل بأجر مناسب بات ضرباً من الصدفة، لايزال الكثير من قاصدي أرباب العمل يكتمون بداخلهم حسرة المجازفة والذهاب إليهم، لما يقابلهم من شروط أقل ما يقال عنها تعجيزية برأي الشابة “ريم أحمد” خريجة كلية الاقتصاد، بعد محاولاتها العقيمة في الحصول على فرصة عمل ضمن اختصاصها، واصطدامها بعوائق غير منطقية على حد تعبيرها.

لم يقف الأمر عند تجربة “ريم” فحسب، بل تجاوزت الكثير من مثيلاتها ممن وجدوا في الذهاب للشركات مضيعة للوقت، وكسراً للخاطر بعد تعرضهم لإعلانات كاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تعتبر بعيدة كل البعد عن حقيقة واقع العمل حسب رواية “رؤى محمود” خريجة إحصاء، لاسيما بعد اصطدامها مع صاحب العمل بجدال لا نتيجة منه حول معدل ساعات العمل والأجور المترافقة مع إحدى إعلانات فرص العمل.

تقارب الأجور

 

ولمجرد تفكيرك في الحصول على عمل، تتبادر لذهنك ما يتناقله الناس عن فرص ذهبية في القطاع الخاص، ليبدو لك الأمر فيما بعد أن الواقع عكس ذلك تماماً، والذي أثبتته تجربة الشاب “حسن خليل” خريج معهد الكترون، ما فرض عليه اللجوء لمهنة التدريس ضمن المعاهد الخاصة، بساعات عمل طويلة وبأجور لا تتناسب مع الجهد المبذول على حد تعبيره.

في حين لم يكن قطاع المدارس الخاصة أفضل حالاً برأي المعلمة “مها سلوم” والتي لم تجد عذراً مقبولاً لدى الإدارة، لقاء رفضهم رفع أجورها الشهرية، عدا عن تقديم حجج واهية وغير مقبولة، لاسيما وسط اتباعهم سياسة احتكار الأرباح بعد رفع الأقساط السنوية للمدرسة.

أجور متقاربة وقوانين رادعة والراتب "مكانك راوح"
أجور متقاربة وقوانين رادعة والراتب “مكانك راوح”

حرف يدوية

 

وبعد محاولاتٍ عدة من قبل الكثير من الشباب للحصول على فرص تتناسب مع خبراتهم، نجد بأن الغالبية منهم وصل لحدود القناعة بمقولة “الشهادة ما بتطعمي خبز”، ومن ثم لجوئهم للعمل ضمن حرف متنوعة مثل “الحلاقة والموبيليا” وغيرها من الأعمال التي باتت أكثر دخلاً وأماناً وسط تجاوز متوسط دخل أي حرفي دخل أي موظف فئة أولى ضمن القطاعين العام والخاص حسب توصيف الحلاق “حيدر مرزوق”.

كما وافقه الرأي “عصام حيدر” صاحب محل موبيليا، مؤكداً قدرة هذه الحرفة على تأمين احتياجات ومستلزمات عائلته والعيش ضمن مستوى مقبول بالنسبة لهم.

حقوق وواجبات

 

ولأن قطاع العمل هو الطريق لرفع الانتاج والنهوض بالاقتصاد المحلي، فمن الضروري النظر لواقع العمال والأخذ بعين الاعتبار تحديد الحد الأدنى للأجور بما يتناسب مع حاجاتهم الأساسية برأي الخبير التنموي “ماهر رزق”، والذي نصت عليه الدساتير واتفاقيات العمل الدولية الأساسية التي انضمت إليها جميع الدول بما فيها “سورية”.

أجور متقاربة وقوانين رادعة والراتب "مكانك راوح"
أجور متقاربة وقوانين رادعة والراتب “مكانك راوح”

وأشار “رزق” إلى أن واقع سوق العمل غير متوازن، عدا عن صعوبة رفع الحد الأدنى للأجور في القطاعين العام والخاص، والذي يحمل معه إرهاقاً لميزانية القطاع العام المنهكة أساساً، عدا عن كون هذا الرفع سيشكل ذريعة للقطاع الخاص لرفع أسعار السلع والخدمات.

واعتبر الخبير “ماهر رزق” أن التفاوت الكبير بين الدخول والحاجات الأساسية سيؤدي حتماً لتدني جودة الأعمال، وإلغاء الولاء الوظيفي للعامل، وتفشي الفساد بشكل رئيسي في القطاع العام، لكون الخاص أكثر متابعةً من قبل أصحاب العمل لجهة مصالحهم بشكل مباشر.

بارعة جمعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى